م/تامر زناتي Admin
المساهمات : 166 تاريخ التسجيل : 28/11/2009 العمر : 39
| موضوع: حكم التمثيل الإثنين أبريل 19, 2010 9:41 pm | |
| رقم الفتوى (8561) موضوع الفتوى حكم التمثيل السؤال س: نحن في الجامعة لدينا مسرح ملتزم يقوم عليه أناس خيرون تقدم فيه مسرحيات تحكي تاريخ وأمجاد الأمة الإسلامية، وفي هذه السنة كتبت لنا نصوص كثيرة، ومن ضمن هذه النصوص، أو القصص منها ما يتناول فترة ما قبل البعثة المحمدية صلى الله عليه وسلم والأحوال التي كان عليها العرب، ومن تلك النصوص والقصص ما يتحدث عن حياة وجهاد وبلاء بعض الصالحين من التابعين ـ رحمهم الله تعالى ـ، ولأن الطلاب الذين يصورون تلك المشاهد والأحوال من الشباب الملتزم بدينه وهم صفوة الشبيبة الجامعية خلقًا ودينًا فإننا نسأل الآتي
1ـ هل يجوز لهؤلاء الشباب أن يقوموا بتقمص وتمثيل أحوال وأشخاص من كان قبل البعثة من العرب، وهم كما تعلمون من المشركين والكفار؟
2ـ هل يجوز تمثيل وتقمص شخصيات التابعين والصالحين لتقديم ذلك على المسرح للتعريف بجهادهم وبلائهم؟؟ الاجابـــة
فالتمثيل المذكور جائز إذا قصد منه الاستفادة من الشجاعة والبطولة وكيفية دخول الحروب وقتال الأعداء، أو قصد منه ما هم فيه من الجهل والشرك والخرافات التي قضى عليها الإسلام، ولا يضرنا كفرهم وشركهم.
2ـ لا بأس بالتمثيل المذكور لمعرفة جهاد الصالحين وبلائهم وعبادتهم وصلاحهم ومشاهدة بعض ما يقومون به وما أثروه في غيرهم، ويغتفر التمثيل لذلك، ولا يضر كون الممثل كاذبًا في أفعاله، ؛ حيث أنه حكاية عن غيره لما هو حق وصدق، والحاضرون يعرفون أنه مثال لشيء سابق، ولا شك أن استفادة الحاضرين من التمثيل أبلغ من استفادتهم من مجرد سرد القصة بالكلام، فإن التمثيل يرسم الواقعة في الفكر ويبقى أثرها في الذهن دائمًا، ويستحضر هذه القصة ويطبقها، أو يقيس عليها، ولذلك أكثر الله تعالى في القرآن من ضرب الأمثال، فلو أن إنسانًا مثّل بعضها أمام الناس لتصوروا ذلك وعرفوا ما فيه من الأثر البليغ. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
وفي سؤال عن : هل يجوز تمثيل الأنبياء والرسل على المسارح وفي الأفلام ؟ وكان المفتي : الشيخ عطية صقر
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فلقد منع العلماء تمثيل الشخصيات المحترمة، وهي درجات؛ أعلاها الأنبياء والرسل، وهؤلاء يَحْرُم تمثيلهم على الإطلاق، كما يَحْرُم رسْمُهُم وتَصْويرهم،ويمتد ذلك إلى أصولهم وفروعهم وزوجاتهم وصحابة الرسول r.
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر ـ رحمه الله ـ في كتابه أحسن الكلام في الفتوى والأحكام:
التمثيل لفظ مأخوذ من مادة فيها المُشابهة، فيُقال: هذا الشيء مِثْل هذا الشيء أو مماثل له، إما من كل الوجوه أو من بعضها، والشخص الذي يقوم بتمثيل شخص آخر يحاول أن يكون مشابهًا له في فعله أو قوله، أو أشياء أخرى.
وقد قرَّر الخبراء أنه لا يمكن مُطْلَقًا أن يقوم أحد بتمثيل شخصية أحد آخر تمثيلاً كاملاً من كل الوجوه؛ فالتفاوت حاصل لا محالة بين الأصل والصورة، والكذب موجود دون شك ولو بقدر، وهذا التفاوت الكاذب إن كانت الصورة فيه أحسن من الأصل فقد يقبلها الأصل؛ لأنها لا تسبب له ضررًا، أما إن كانت أقلَّ من الأصل فقلَّ أن يكون هناك رضا عنها من الأصل، وهنا يكون الممثل قد آذاه، وإيذاء الغَيْر بدون وجه حق ممنوع عقلاً وشرعًا؛ لأنه ظلم، والظلم حرام، والنصوص فيه كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾[الأحزاب: 58]، والإيذاء أعم من أن يكون ماديًّا أو أدبيًّا، وفي الحديث الحَسَن: "لا ضَرَرَ ولا ضِرار". [المستدرك للحاكم]
لقد منع العلماء تمثيل الشخصيات المحترمة، وهي درجات؛ أعلاها الأنبياء والرسل، وهؤلاء يَحْرُم تمثيلهم على الإطلاق، كما يَحْرُم رسْمُهُم وتَصْويرهم، وذلك لأمور:
1- أن التمثيل أو الرسم أو التصوير لا يكون أبدًا مطابقًا تمام المطابقة للأصل كما قدمنا، فهو كذب بالفعل، إن لم يكن معه كذب بالقول، والكذب عليهم حرام بالنص، ففي حديث البخاري ومسلم: "من كذب عليَّ متعمدًا فليَتَبوأ مقعده من النار"، وهذا إن كان في حق النبي r فكلُّ الأنبياء والرسل في ذلك سواء.
2- أن في عدم الدِّقة في تمثيلهم أو تصويرهم -وهي غير ممكنة- إيذاءً لهم، وبخاصة إذا كانت الصورة أقلَّ من الأصل، وإيذاؤهم حرام؛ بل أشدُّ حُرْمَةً من إيذاء شخص عادي، قال تعالى فيهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا﴾[الأحزاب: 57]، وإيذاء أيّ رسول كإيذاء الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
3- أنهم قُدْوَة للغَيْر، فالكذب عليهم بالتمثيل ونحوه تضليل لمن يقتدون بهم، قال تعالى لنبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- بعد ذكر عدد من الأنبياء يَبْلُغون ثمانية عشر نبيًّا: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾[الأنعام: 90]، وقال في حق النبي r: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾[الأحزاب: 21].
4- أن التمثيل أو التصوير إذا لم يكن جيدًا ربما يهُز الصورة التي عند المشاهدين عن هذه القِمَم الشوامخ من احترامهم وتقْديسهم، وذلك مَدْعَاة للانصراف عنهم، وعدم حبهم أو الاقتداء بهم، والناس مأمورون بحبهم وباتباعهم.
لهذه الأمور ولغيرها كان تمثيل الأنبياء والرسل أو تصويرُهم أو التعْبِير عنهم بأية وسيلة من الوسائل حرامًا، جاء ذلك في فتوى للشيخ حسنين مخلوف في شهر مايو 1950م (الفتاوى الإسلامية- المجلد الرابع- صفحة 1297)، ولجنة الفتوى بالأزهر في شهر يونيو 1968م، ومجلس مجمع البحوث
الإسلامية في فبراير 1972م، والمؤتمر الثامن للمجمع في أكتوبر 1977م، ومجلس المجمع في إبريل 1978م، ودار الإفتاء في أغسطس 1980م.
وكان مُنْطَلَق التحريم هو أن درءَ المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح، فإذا كانت الثقافة تحتاج إلى خروج على الآداب فإن الضرر من ذلك يفوق المصلحة -وذلك إلى جانب مُبَرِّرات التحريم التي سبق ذكرها- كما جاء في عبارة دار الإفتاء: إن عِصْمَةَ الله لأنبيائه ورُسُله من أن يتمثل بهم شيطان مانعة من أن يمثل شخصياتهم إنسان.
ويمتد ذلك إلى أصولهم وفروعهم وزوجاتهم وصحابة الرسول r، ومن جهة العِبْرَة من قصص الأنبياء قال: كيف تتأتَّى الاستفادة من تمثيل إنسان لشخص نبي، ومن قبلُ مَثَّل شخصًا عِرْبِيدًا مُقَامِرًا سِكِّيرًا رفيق حَانَاتٍ وأخًا للدعارة والدَّاعِرات، ومن بَعْدُ يمثل كل أولئك أو كثيرًا منهم؟.
والله أعلم
استشارة شركة رواج للإنتاج الفني المرسلة للدكتور القرضاوي حول مسلسل خالد بن الوليد
التاريخ : 24 / 1/ 2006
الدكتور الشيخ / يوسف القرضاوي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
الموضوع / استشارة دينية
بالإشارة إلى الموضوع أعلاه فإننا نحيطكم علماً بإن شركة رواج للإنتاج الفني ستقوم إنشاء الله بعمل مسلسل تاريخي عن الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه حيث يتناول هذا المسلسل سيرة البطل والصحابي خالد بن والوليد منذ ماقبل إسلامه وحتى وفاته .
فنرجوا من سيادتكم إعطائنا فتوى عن الأتي:-
اولاً : حكم ظهور الصحابه في التمثيليات أو المسلسلات أو الافلام ؟
ثانياً : من الصحابه المحظور ظهورهم في التمثيل ؟
ثالتاً : هل محظر ظهور المبشرين بالجنة والخلفاء الراشدين ؟
فنرجوا من سيادتكم أعطائنا الفتوى الشرعية وفق منهج أهل السنة والجماعة .
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام ،،،
المدير العام
محمد سامي العنزي
وكانت إجابة فضيلة الدكتور القرضاوي كالتالي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد
فهذا سؤال لم يعرض على الأئمة والفقهاء السابقين في عصور الاجتهاد، ولا من بعدهم. ولذا لا نجد إجابته في كتبنا الفقهية التراثية، حيث لم يعرف المسلمون في عهود حضارتهم فن التمثيل الذي اشتهر عند اليونان.
وقد أصبح التمثيل في عصرنا من مميزات الحياة المعاصرة، وأصبحت له معاهده وكلياته وخريجوه، وصار له عشاقه ومريدوه، وغدت له صور شتّى في المسرح وفي الأفلام وفي المسلسلات وغيرها. كما غدا يطرق أبواب الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية والدولية وغيرها. وأمسى له تأثيراته الهائلة في حياة الناس إيجابا وسلبا.
وقد وجد في بعض الأوقات من علماء المسلمين من يمنع التمثيل من أصله، ولا يجيزه، ويعتبره ضربا من الكذب!
ثم استقر الأمر على جواز التمثيل بصفة عامة، إذا كان من ورائه عظة وعبرة للناس، ولم يشتمل على منكر يُحرمه الشرع، من قول أو فعل، أو مشهد.
ولكن علماء العصر الذين أجازوا التمثيل في الجملة: لم يجيزوا تمثيل بعض الفئات لما لها من مكانة دينية خاصة في نفوس المؤمنين، قد يُشَوّش عليها ظهورهم على المسرح أو الشاشة مُمَثّلِين في أشخاص قد لا يحسنون تجسيد شخصيتهم، وربما يكون هؤلاء الممثلون لهم أو عليهم اعتراضات في سلوكياتهم، طوال تاريخهم الفني، لا تتفق مع من يمثلونه من هؤلاء العظماء، إلى غير ذلك من الاعتبارات.
على أن هناك اعتبارا له أهميته الخاصة في هذه القضية: وهو أن المسلم قد رسم في مخيلته لهذه الشخصيات العظيمة: صورة مثالية، قد تتأثر بتمثيلها على المسرح أو الشاشة وتهتز قيمتها الراسخة عند المسلم العادي.
والشخصيات التي حرم العلماء تمثيلها، هم:
أولا: الرسل والأنبياء، المذكورون في القرآن ا لكريم، وخصوصا أولي العزم من الرسل: نوح وإبراهيم وموسى والمسيح عيسى بن مريم ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
ثانيا: أمهات المؤمنين من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم اللاتي قال فيهن القرآن: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} الأحزاب: 6، مثل: خديجة وعائشة وحفصة وأم سلمة وغيرهن رضي الله عنهن.
ثالثا: العشرة المبشرون بالجنة من الصحابة رضي الله عنهم، ولا سيما الخلفاء الراشدون منهم: أبو بكر وعمر عثمان وعلي رضي الله عنهم.
وبعضهم أضاف إليهم: الحسن والحسين من آل البيت رضي الله عنهم.
وقد ظهر في فيلم (الرسالة) الشهير صورة أسد الله وأسد رسول الله سيدنا حمزة رضي الله عنه، واستنكره في أول الأمر كثير من الناس، ثم أساغوه بعد ذلك، وقد أصبح لهذا الفيلم شهرة كبيرة، وسمعة حسنة لدى الناس، وإن لم يتح لي أن أراه.
وأما من دون هؤلاء من الصحابة: أمثال خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وحسان ب ثابت وأمثالهم فلا حرج في تمثيلهم.
وقد ظهر من قديم في مصر فيلم عن سيدنا (خالد بن الوليد) رضي الله عنه، مثله وأخرجه الممثل المعروف المحبوب: حسين صدقي، وأحسب أنه لم يلق اعتراضا ولا إنكارا من العلماء في حينه.
ومن ثم لا أرى بأسا من القيام بعمل درامي تمثل فيه شخصية سيدنا (خالد) رضي الله عنه، كل ما نوصي به: أن يلتزم بالتاريخ الحق، وخصوصا في المواطن التي تحتاج إلى تمحيص وتحقيق، مثل عزل عمر لخالد وبواعثه، وأن تأخذ الشخصية حقها في إبراز الخصائص وتجسيد الفضائل، وأن يقوم بالتمثيل شخصية محببة لا اعتراض عليها.
والحمد لله أولا وآخرا.
الفقير إلى عفو ربه
يوسف القرضاوي
| |
|